dcsimg

ما هي الثدييات؟

Lesser dog-faced fruit bat, Ria Tan, CC-BY-NC-SA

Matthew Wund, Phil Myers
Editor:
Tanya Dewey
Source:
Animal Diversity Web


تعريف الثدييات
يضم صف الثدييات حوالي 500 نوع مصنفة في 26 رتبة. ولم يصل علماء النظاميات حتى الأن إلى اتفاق حول العدد المحدد للرتب أو إلى كيفية ارتباط بعض الرتب أو الفصائل. وبوجع عام، تتبع شبكة تنوع الحيوانات (ADW) الترتيب المستخدم من قبل ويلسون وريدير (2005). وعلى الرغم من ذلك، تُغير معلومات جديدة مثيرة، يقدمها علم تاريخ تطور السلالات بناءً على دلائل تظهر بحفريات جديدة، من فهمنا للعديد من المجموعات. على سبيل المثال، تم إدراج الظَرِبان بفصيلة الظربانيات الجديدة، بصورة مستقلة عن موقعها التقليدي بفصيلة العرسيات (دراجو وهانيكت 1997، وفلين وآخرون 2005). وتتبع شبكة تنوع الحيوانات ذلك التصنيف المراجع. ومن شبه المؤكد أن الحيتان تندرج تحت رتبة مزدوجات الأصابع (ماتيي وآخرون 2001، وجينجريتش وآخرون 2001). وقد لا يعكس الانقسام الفرعي لرتبة الخفاشيات إلى خفافيش كبيرة وخفافيش صغيرة التاريخ التطوري بالدقة الكافية (تيلينج وآخرون 2002). بل والأهم من ذلك، تشير الدلائل الجزيئية إلى أن الرابط ما بين أحاديات المسلك (ثدييات بدائية بيوضة) والجرابيات (فوق الوحشيات) قد يكون أكبر من الرابط بينهما وبين الثدييات المشيمية الأخرى (الثدييات الحقيقية) (جانك وآخرون 1997). وقد تندرج الثدييات المشيمية تحت مجموعات أكبر (الأفريقيات، واللوراسيات، والبوريوإثيريا، وغيرها) تختلف إلى حد ما عن المجموعات التقليدية (دراجو وهانيكت 1997، وفلين وآخرون 2005، وجينجريتش وآخرون 2001، وجانك وآخرون 1997، وماتيي وآخرون 2001، ومورفي وآخرون 2001، ونواك 1991، وتيلينج وآخرون 2002، وفون وآخرون 2001، وويلسون وريدير 1993).

وتتشارك الثدييات في ثلاثة سمات على الأقل تميزها عن بقية الحيوانات: وجود ثلاثة عظيمات بالإذن الوسطى، والشعر، وإفراز الحليب عن طريق غدد عرقية معدلة مسماة بالغدد الثديية. ولشعر الثدييات عدة وظائف، بما في ذلك العزل، وتحديد نمط لون الجسد، والمساعدة في حاسة اللمس. وتفرز جميع الإناث بالثدييات الحليب من الغدد الثديية لتغذي صغارها الوليدة. ومن ثم، تبذل الإناث مجهودًا كبيرًا لرعاية كل من صغارها، ولذلك أثار كبرى على سلوك الثدييات، وبيئتها، وتاريخها التطوري (تتوفر المزيد من من المعلومات بأقسام التطور والتكاثر).

وعلى الرغم من أن الثدييات تتشارك في عدة سمات (أنظر المواطن، والسمات الفسيولوجية، والسلوك)، إلا أن صف الثدييات يضم مجموعة كبيرة من الأشكال المتنوعة. وتمثل الزبابات والخفافيش أصغر الثدييات، حيث يصل حجمها إلى 3 جرام فقط. ويعد الحوت الأزرق أكبر الثدييات، وكذلك أكبر حيوان على كوكب الأرض، حيث يصل وزنه إلى 160 طن متري (160,000 كج). وهكذا، هنالك فارق يعادل 53 مليون ضعف ما بين كتلة أكبر الثدييات وأصغرها. ولقد تطورت الثدييات لتستغل مجموعة متنوعة من الأنماط الحياتية واستراتجيات تاريخ الحياة كما طورت، بصورة متناغمة، عدة تكيفات لتستفيد من أساليب الحياة المختلفة.

المواطن، والسمات الفسيولوجية، والسلوك
لقد تطورت مختلف أنواع الثدييات لتتمكن من الحياة بجميع المواطن البرية والمائية تقريبًا على كوكب الأرض. وتسكن الثدييات جميع المجالات الحيوية البيئية البرية، بدءًا من الصحاري، مرورًا بالغابات المطيرة المدارية، وصولاً إلى القمم الجليدية القطبية. وتسكن العديد من الأنواع الأشجار، حيث تقضي معظم أو كل حياتها في الطبقة الوسطى من الغابات، بل وتطورت أحد الأنواع (الخفافيش) قدرة الطيران المزود بالطاقة، في المرة الثالثة فحسب التي تطور بها أحد مجموعات الفقاريات تلك القدرة (وتمثل الطيور والتيروصورات المنقرضة المجموعتان الآخريتان).

وتعد الكثير من الثدييات مائية بصورة جزئية، حيث تعيش بالقرب من البحيرات، أو الجداول، أو على طول شواطئ المحيطات (مثل الفقمة، وأسد البحر، والقضاعة، وفأر المسك، وغيرها الكثير). بينما تعد الحيتان والدلافين (الحيتانيات) كائنات مائية بصورة كاملة، وتتواجد في جميع محيطات العالم، وفي بعض الأنهار. وتتواجد الحيتان بالمياه المدارية، والمعتدلة، والقطبية، بالقرب من الشاطئ أو في مياه المحيطات المفتوحة، وعلى سطح المياه أو على أعماق تصل إلى 1 كيلومتر. (نواك 1991، وريشولف 1990أ، وفون وآخرون 2000).

وتملك جميع الثدييات الشعر في مرحلة ما خلال نموها، وتملكه معظمها طوال حياتها. وتفقد الثدييات البالغة ببعض الأنواع غالبية أو كل شعرها، ولكن دائمًا ما يتواجد الشعر خلال أحد مراحل التكون على الأقل، حتى في ثدييات مثل الحيتان والدلافين. ويؤدي شعر الثدييات، الذي يتكون من بروتين يدعى كيراتين، أربعة وظائف. أولاً، يعمل على الحد من سرعة تبادل الحرارة مع البيئة (العزل)، وثانيًا، تؤدي بعض الشعيرات المتخصصة (الشوارب أو "الشعيرات الأنفية") وظيفة حسية، حيث تمكن الحيوان من الإدراك عندما يحدث اتصال بأحد العناصر المتواجدة ببيئته. وفي أغلب الأحيان، تكون الشعيرات الأنفية غنية بالأعصاب ومدعومة بعضلات تتحكم في موقعها. وثالثًا، يضفي الشعر لمسة على المظهر من خلال لونه ونمطه، مما يساعد الثدييات على خداع الكائنات المفترسة والفرائس عن طريق تغيير مظهرها، كما يوجه تحذيرًا إلى الكائنات المفترسة من وجود آلية دفاعية (على سبيل المثال، يعد نمط ألوان الظربان اللافت للنظر بمثابة التحذير للكائنات المفترسة). وبالإضافة إلى ذلك، يستخدم الشعر في تبادل معلومات اجتماعية (على سبيل المثال، عند مواجهة تهديدات، مثل انتصاب الشعر المتواجد بمؤخرة رأس الذئب؛ والجنس، مثل الألوان المختلفة لكل من إناث وذكور القردة الكبوشية؛ أو وجود مخاطر، مثل الجزء السفلي الأبيض من ذيل الغزال الأبيض الذيل). ورابعًا، يوفر الشعر نوع من أنواع الحماية، عن طريق إضافة طبقة عازلة أخرى (ضد الخدوش أو حروق الشمس، على سبيل المثال)، أو التحول إلى أشواك خطيرة لردع الكائنات المفترسة (مثل الشياهم والفئران ذات الأشواك). (كيلما وماير 1990، وفون وآخرون 2000)

عادة ما تعد الأسنان المتفرقة السمة المميزة للثدييات. ويتم استبدال الأسنان مرة واحدة خلال حياة الثدييات (في حالى تدعى التسنين الثنائي). وتضم السمات الأخرى التي تتواجد بغالبية الثدييات فك سفلي مكون من عظمة واحدة، أو المَضْرَس؛ وقلب به أربع تجاويف؛ وحنك ثانوي يفصل ما بين مسارات الهواء والغذاء بالفم؛ وحاجز عضلي يفصل ما بين التجويف الصدري وتجويف البطن؛ ومخ متطور للغاية؛ وثبات الحرارة والتحكم بالحرارة؛ والأجناس المنفصلة، بينما يحدد وجود الصِّبْغِيُّ Y أو اثنان من الصِّبْغِيُّ X جنس الجنين؛ والتلقيح الداخلي. (كيلما وماير 1990، وفون وآخرون 2000)



هنالك ثلاثة مجموعات كبرى من الثدييات، يوحد كل منهما سمة هامة تتعلق بنمو الجنين. تمتاز أحاديات المسلك (الثدييات البدائية) بوضع البيض، فيما يعد الحالة التكاثرية الأكثر بدائية بالثدييات. وتلد الجرابيات (فوق الوحشيات) صغار غير مكتملة النمو في حاجة إلى رعاية خاصة بعد فترة حمل قصيرة للغاية (تتراوح ما بين 8 و43 يوم)، حيث تولد الصغار في مرحلة مبكرة إلى حدٍ ما من النمو المورفولوجي. وتتعلق الصغار بحلمة الأم وتقضي الجزء الأكبر من وقتها في الرضاعة خلال مرحلة النمو. وتمتد فترة الحمل لمدة أكبر في الثدييات المشيمية. وخلال فترة الحمل، تتواصل صغار الثدييات المشيمية مع الأم عبر المشيمة، وهي عضو معقد يصل الجنين بالرحم. وعقب ولادة الصغار، تعتمد جميع الثدييات على لبن الأم. وبالإضافة إلى تلك السمات العامة، تُبدى الثدييات تنوعًا كبيرًا بأنماط النمو وتاريخ الحياة والتي تختلف عبر الأنواع والمجموعات التصنيفية الأكبر.

التكاثر
 تنتمي غالبية أنواع الثدييات إلى الكائنات المتعددة الأزواج (يتزاوج الذكر مع عدة إناث) أو متعدد العلاقات والأزواج (يكون للذكور والإناث عدة أزواج خلال موسم تزاوج محدد). وفي أغلب الأحيان، تُنتج الذكور نسل أكثر بكثير من الإناث خلال موسم التزاوج نتيجة لأن الإناث تقضي معظم وقتها في الحمل والرضاعة. ومن ثم، يعد تعدد الأزواج نمط التزاوج الأكثر شيوعًا ما بين الثدييات، ويشتمل ذلك النمط على بضعة ذكور تلقح إناث عديدة و الكثير من الذكور التي لا تقوم بتلقيح أية إناث على الإطلاق. ويخلق ذلك منافسة حامية بين ذكور الكثير من الأنواع، ويُمكن الإناث من التمييز في اختيارها للزوج، مما يؤدي إلى أنماط وسلوكيات معقدة متعلقة بالتكاثر. وتتمتاز الكثير من مجموعات الثدييات بإزدواج الشكل الجنسي نتيجة لاختيار الذكور القادرة على التنافس للوصول إلى الإناث بصورة أفضل.

تنتمي نسبة تقدر بحوالى 3 في المائة من الثدييات إلى أحاديات الزوج، حيث تتزاوج الذكور مع أنثى واحدة في كل موسم. وفي تلك الحالات، توفر الذكور بعض الرعاية إلى نسلها على أقل تقدير. وفي أغلب الأحيان، تتنوع أنظمة التزاوج عبر الأنواع وفقًا للظروف البيئية المحلية. على سبيل المثال، قد تتزاوج الذكور من إنثى واحدة وتقدم الرعاية لصغارها عند ندرة المصادر، ولكن عند وفرتها، تتمكن الأم من الاعتناء بصغارها بمفردها، ولذلك تحاول الذكور التزاوج مع عدة إناث.

وقد تتواجد أنظمة تزاوج أخرى ضمن الثدييات، مثل تعدد الأزواج. وتُظهر بعض الأنواع ( مثل القرد الأمريكي وأسد البحر) نمط تربية تعاوني، حيث تتشارك مجموعة من الإناث، والذكور في بعض الأحيان، في رعاية صغار أنثى واحدة أو أكثر. وتمتاز فئران الخلد العارية بنظام تزاوج فريد بين الثدييات، حيث تنتمي إلى الاجتماعية العليا مثل الحشرات الاجتماعية (غشائيات الأجنحة ومتساويات الأجنحة)، حيث تتزاوج أنثى ملكة مع عدة ذكور وتضع صغارها في المستعمرة. ويساعد الأعضاء الآخرون بالمستعمرة في رعاية صغارها دون أن يتكاثروا.

تتنوع الثدييات ما بين تلك الأنواع التي تضع الكثير من الصغار غير مكتملي النمو في كل فترة من فترات التكاثر (القوارض وآكلات الحشرات) وأخرى تلد صغير واحد أو بضعة صغار مكتملة النمو بصورة مبكرة. وتتسم الأنواع السابقة بمعدل مرتفع من الوفيات المبكرة وأعمار قصيرة، بينما تستثمر اللاحقة طاقتها في بضعة من صغارها، حيث ينمو الصغار ليصبحوا منافسين أكفاء، ويعيشوا لمدة أطول في بيئات مستقرة بصورة عامة (الحيتانيات، والرئيسيات، ومزدوجات الأصابع). وتستخدم غالبية الثدييات وكر أو عش لحماية صغارها. ومع ذلك، تولد بعض الثدييات مكتملة النمو وتتمكن من الحركة دون مساعدة. وتعد مزدوجات الأصابع، مثل التيتل الأفريقي والزرافة، أبرز تلك الأنواع. كما تسبح صغار الحتانيات دون مساعدة بعد فترة وجيزة من الولادة.

وبوجه عام، تعيش الثدييات الصغيرة لفترات قصيرة بينما تعيش الثدييات الكبيرة لفترات أطول. وتعد الخفافيش (الخفاشيات) استثناء لتلك القاعدة، فعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أنها قد تعيش لعقد أو أكثر في الظروف الطبيعية؛ وهي مدة تفوق الأعمار الطبيعية لثدييات أكبر حجمًا. وتتراوح أعمار الثدييات ما بين عام واحد أو أقل وسبعون عام أو أكثر في البيئة البرية. وتصل أعمار الحيتان المقوسة الرأس إلى ما يفوق 200 عام.

السلوك
تعكس أنواع الثدييات كل أنواع أنماط الحياة، بما في ذلك أنماط الحياة تحت سطح الأرض، وبالماء، وعلى البر، وعلى الأشجار. كما تتنوع أنماط الحركة: قد تتنوع أساليب حركة الثدييات في بيئتها ما بين السباحة، أو الجري، أو الوثب، أو الطيران، أو الانزلاق، أو الحفر، أو التسلق.

وبالإضافة إلى ذلك، يتنوع السلوك الاجتماعي وأنماط نشاط الثدييات تنوعًا كبيرًا أيضًا. وتعيش بعض الثدييات في مجموعات تضم العشرات، أو المئات، أو الألاف أو أكثر من ذلك، بينما يعيش البعض الأخر منفردًا بصورة عامة إلا عند التزاوج أو تربية الصغار. وتشتمل الثدييات على أنواع ليلية، ونهارية، وشفقية.

وتشمل الحواس الهامة بالثدييات حاسة الشم، والسمع، واللمس، والإبصار. وتلعب حاسة الشم على وجه الخصوص دورًا محوريًا في جوانب عديدة من حياة الثدييات، حيث تُستخدم في البحث عن الغذاء، والتزاوج والتواصل الاجتماعي. وتمتلك الثدييات حاسة سمع متطورة لدرجة أنها تؤدي وظيفة حاسة الإبصار بصورة أساسية في بعض الأنواع. لقد تطورت القدرة على تحديد موقع الصدى، وهي القدرة على رؤية عناصر البيئة الخارجية عن طريق الاستماع إلى صدى الأصوات التي يصدرها الحيوان، بالعديد من المجمموعات، بما في ذلك الخفافيش الصغيرة (الخفاشيات) والكثير من الدلافين والحيتان المسننة (ذات الأسنان). ويملك عدد كبير من الثدييات حاسة إبصار متطورة للغاية، على الرغم من عدم أهميتها بالنسبة للكثير من الأنواع التي تعيش تحت سطح الأرض أو تمتلك القدرة على تحديد موقع الصدى.

تضم الثدييات أنواع تنتمي إلى آكلات اللحوم (مثل غالبية الأنواع المندرجة تحت رتبة اللواحم)، وآكلات الأعشاب (مثل وتريات الأصابع ومزدوجات الأصابع)، والقوارت (الكثير من البدائيات). وتتغذى الثدييات على كل من اللافقاريات والفقاريات (بما في ذلك الثدييات الأخرى)، والنباتات (بما في ذلك الفاكهة، والرحيق، وأوراق الأشجار، والأخشاب، والجذور، والبذور)، والفطريات. وتحتاج الثدييات إلى كمية غذاء أكبر من الكائنات المتغيرة الحرارة ذات الأحجام المماثلة لانتمائها إلى الكائنات ثابتة الحرارة. ومن ثم، لا يمثل سوى عدد قليل من الثدييات تهديدًا على كميات الغذاء.

الأثر الاقتصادي على الإنسان
تمثل الثدييات مصدر اقتصادي حيوي بالنسبة إلى الإنسان. ولقد تم ترويض الكثيير من الثدييات لتوفر منتجات مثل الحوم والألبان (مثل البقر والماعز) أو الخيوط (مثل الغنم والألبكة). كما يتم الاحتفاظ بالعديد من الثدييات كحيوانات خدمية أو أليفة (مثل الكلاب، والقطط، والنموس). وبالإضافة إلى ذلك، تعد الثدييات أحد ركائز مجال السياحة البيئية: حيث يسافر البشر إلى حدائق الحيوانات في مختلف أنحاء العالم لمشاهدة حيوانات مثل الأفيال، أو الأسود، أ والحيتان. وغالبًا ما تساعد الخفافيش على مكافحة تعدادات آفات المحاصيل كما تلعب الجرذان السمراء وفئران المنازل دورًا محوريًا في الأبحاث الطبية والأبحاث العلمية الآخرى، حيث يتم استخدامها كنماذج بمجال الأبحاث والطب البشري.

وفي المقابل، لبعض أنواع الثدييات أثارًا ضارة على الإنسان والنظام البيئي. وتعد الكثيير من الثدييات التي تتغذى على الفاكهة، والبذور، وأنواع أخرى من النباتات من آفات المحاصيل. وفي أغلب الأحيان، تمثل آكلات اللحوم تهديدًا للماشية ولحياة الأنسان أيضًا. وبالإضافة إلى ذلك، تسببت الثدييات المنتشرة بالمناطق الحضرية والضواحي في حوادث سيارات لتجولها بالطرقات كمما أصبح عدد منها من حشرات المنازل. وتتعايش بعض الأنواع بصورة استثنائية مع البشر، مثل بعض الثديات المتوحشة المستأنسة (الجرذان، وفئران المنزل، والخنازير، والقطط، والكلاب). ونتيجة لاستقدام تلك الحيوانات إلى مناطق قريبة من مواطن البشر بصورة متعمدة أو غير متعمدة، كان لها أثارًا سلبية هائلة على الكائنات الحية المحلية بالكثير من مناطق العالم، خاصة الكائنات الحية المتوطنة بالجزر المحيطية.

ويمكن أن ينقل العديد من الثدييات الأمراض إلى البشر والماشية. ويعد الطاعون الدبلي أشهر الأمثلة على الأمراض التي تنقلها الثدييات، حيث ينتشر عن طريق البراغيث التي تحملها القوارض. كما يمثل داء الكلب، الذي ينتقل ما بين الثدييات، تهديدًا خطيرًا للماشية كما قد يؤدي إلى وفاة البشر أيضًا.

حالة الحفظ
القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية
يهدد الاستغلال المفرط، وتدمير وتجزؤ المواطن، واستقدام الأنواع الغريبة، والضغوط الأخرى الناتجة عن الممارسات البشرية الثدييات حول العالم. ففي الخمس قرون المنصرمة، انقرض نحو 82 نوع من الثدييات. وفي الوقت الحالي، صنف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية ما يقرب من 100 نوع (حوالي 25% من جميع الثدييات المعروفة) ضمن الأنواع المعرضة إلى الانقراض. وفي أغلب الأحيان، تصبح الأنواع النادرة بصورة طبيعية أو تلك التي تحتاج مواطن ذات مساحات شاسعة عرضة للانقراض نتيجة لفقدان المواطن وتجزؤها. وقد تتعرض الأنواع التي تمثل تهديد للبشر، أو الماشية، أو المحاصيل للإبادة بصورة مباشرة وتعمدة. وعادة ما تُستنفذ الأنواع غير المروضة التي يستغلها الانسان كأحد المصادر (للحوم أو الفرو على سبيل المثال) إلى معدلات منخفضة بصورة خطيرة. وأخيرًا، يؤثر تغير المناخ سلبًا على الكثير من الثدييات. وتتزحزح النطاقات الجغرافية للكثير من الثدييات مع فقدان الأنواع للقدرة على التكيف مع التغيرات المتلاحقة بدرجات الحرارة المحلية والمناخ (فون، وآخرون 2001).

References
Dragoo, J. and R. Honeycutt. 1997. Systematics of mustelid-like carnivores. Journal of Mammalogy 78:426–443.
Flynn, J., Finarelli, J., Zehr, S., Hsu, J., and M. Nedbal. 2005. Molecular phylogeny of the Carnivora (Mammalia): assessing the impact of increased sampling on resolving enigmatic relationships. Systematic Biology 54(2):317–337.
Gingerich, P., ul Haq, M., Zalmout, I., Khan, I., and M. Malkani. 2001. Origin of whales from early artiodactyls: Hands and feet of Eocene Protocetidae from Pakistan. Science 293:2239–2242.
Janke, A., Xu, X., and U. Arnason. 1997. The complete mitochondrial genome of the wallaroo (Macropus robustus) and the phylogenetic relationship among Monotremata, marsupialia, and Eutheria. Proc. National Academy of Sciences 94:1276–1281.
Matthee, C., Burzlaff, J., Taylor, J., and S. Davis. 2001. Mining the mammalian genome for artiodactyl systematics. Systematic Biology 50:367–390.
Murphy, W., Eizirik, E., O'Brien, S., et al. 2001. Resolution of the early placental mammal radiation using Bayesian phylogenetics. Science 294:2348–2351.
Nowak, R. 1991. Walker's Mammals of the World. Baltimore: Johns Hopkins University Press.
Teeling, E., Madsen, O., Van Den Bussche, R., de Jong, W., Stanhope, M., and M. Springer. 2002. Microbat paraphyly and the convergent evolution of a key innovation in Old World rhinolophoid microbats. Proc. National Academy of Sciences, 99:1431–1436.
Vaughan, T., Ryan, J., and N. Czaplewski. 2000. Mammalogy. 4th ed. Toronto: Brooks Cole.
Wilson, D. and D. Reeder. 1993. Mammal Species of the World. Washington D.C.: Smithsonian Institution Press.
Wilson, D. and D. Reeder. 2005. Mammal Species of the World: A Taxonomic and Geographic Reference. Baltimore: The Johns Hopkins University Press. Accessed May 22, 2007 at http://nmnhgoph.si.edu/msw/

ذلك المقال مأخوذ من
شبكة تنوع الحيوانات.

الاستشهاد
واند م. وب. مايرز 2005. "الثدييات" (على شبكة الإنترنت)، شبكة تنوع الحيوانات. استُعرض في 26 سبتمبر 2012. شبكة تنوع الحيوانات